أهلا بك في بوريوبيشي..

نهدف بمقالاتنا لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن السيارات.. لذلك فنحن نكتب باللغة العربية الفصحى لكي نصل لكل مستخدمي السيارات في العالم العربي.. نحاول أن تكون مقالاتنا موضوعية.. لذا لن تجد في مقالاتنا أي منشورات تسويقية أو أي انحياز لأي جهة كانت عداك .. أنت القارئ. ننصحك بتصفح مقالاتنا بالكامل لمزيد من الاستفادة.. وإذا أعجبك محتواها فنرجو أن تساعدنا في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء.. سواء هنا في هذا الموقع أو على صفحاتنا على منصات التواصل الاجتماعي.

30/12/2018

أسطورة الـ100 ألف كيلومتر... هل لها أصل؟؟


هل أشار عليك أحدهم أنه يتوجب عليك زيادة لزوجة زيت محركك عندما يشير عداد المسافات إلى أكثر من 100 ألف كيلومتر؟؟




ما سنتكلم عنه الآن ربما تكون سمعته من قبل.. بل وربما كنت تنفذه فعلا .. خاصة إذا كنت تقود سيارة قديمة أو سيارة قطعت مسافات طويلة..

فما هي الحكاية؟


يقال:
"إن السيارات القديمة أو التي قطعت مسافات طويلة يجب أن تستخدم زيتا ثقيلا.. كما لا يجب أن تستخدم زيوتا تخليقية.. لأن التآكل الذي حدث في المحرك خلال فترة الاستخدام جعل خلوصاته كبيرة.. ولكي نعوض ذلك التآكل فيجب أن نستخدم زيتاً ثقيلاً!!! 
كما أن السيارة التي استخدمت زيتا بلزوجة عالية لمدة طويلة قد "تعودت" على هذا الزيت، ولا يجوز لها أن تستخدم زيتا خفيفا .. أبداً."
أتمنى أن أفهم معنى "تعودت" !!!

الحقيقة.. أن ما قيل في الأعلى به خلط كبير وتجاهل لمعلومات من المفروض أن تسويق الزيوت التخليقية يعمل عليها بشكل أساسي..

وحتى الآن .. لم نجد أي دليل علمي أو منطقي يثبت ما قيل أعلاه..


من المعروف هندسياً أن الزيوت الثقيلة (ذات اللزوجة العالية) تعطي حماية أكبر ضد التآكل.. خاصة في حالات التحميل على المحرك.. مثل التسارع العالي بالسيارة أو تحميل السيارة بأوزان كبيرة.

فكيف يعطي الزيت الثقيل تزييتاً أفضل وحماية أكبر ضد التآكل .. ثم تصبح الخلوصات أكبر بسبب استخدامنا لزيوت بلزوجته عالية؟؟؟ 

فالخلوصات تزيد عندما يزيد التآكل... أي أنه من المفترض أن السيارة التي تستخدم زيتا ثقيلا تكون حالة محركها أفضل!!!

حسنا.. دعنا من ذلك...

كيف يمكن إذن للزيت التخليقي المستخدم في محرك جديد أن ينتج تآكلا كبيراً بعد 100 ألف كيلومتر ما يجبرنا على استخدام زيت معدني تقيل؟؟

فالمفترض أن ميزة الزيت التخليقي الكبيرة هي توفير حماية أكبر للمحرك ضد التآكل الذي يحدث في الثواني الأولى مع بداية التشغيل (وهي أخطر الأوقات التي تسبب تآكل المحركات فعلا)... وبالتالي سيزيد عمر المحرك... أي أنه سيظل بحالة المصنع لمدة أطول.

ما يحدث فعلا هو أن التآكل يزيد لأن سريان الزيت "الثقيل" يكون أبطأ مع تدوير المحرك في الصباح الباكر.. أو بمعنى أصح.. يبطئ الزيت المعدني من الوصول إلى كافة أجزاء المحرك خلال أول 30 ثانية من التدوير.. ما يسبب تآكلا عاليا للمحرك..

هذا الكلام يحدث سواء كانت السيارة جديدة أو قديمة.

بعض الناس تخاف أن يكون ضغط الزيت أضعف مع الزيت الخفيف... 
ولكن - لو كان هذا صحيحاً - هل معنى ذلك أن الزيت لن يصل إلى الكامات في رأس المحرك؟؟؟

ما نفهمه أيضا أنه إذا كان خلوصات المحرك كبيرة للدرجة التي تجبرنا على استخدام زيت ثقيل لهذه الدرجة .. فمن الأفضل أن نتخلص منه ونشتري محركاً جديداً.. أو على الأقل نعيد تأهيل المحرك بإجراء "عَمرة".

إذن.. فموضوع الـ100 ألف كيلومتر هذا ليس زراً نضغطه فتتحول السيارة إلى حالة أخرى بعد الـ100 ألف..


إذن فما رأيك إذا استخدمنا زيتا تخليقيا بلزوجة عالية كالزيت المعدني.. فهل هذا تصرف سليم؟؟؟

مممممم.... بناء على الأسطورة الشائعة وبنفس ذلك المفهوم (الخاطئ)... زيت تخليقي ولزوجة عالية... هكذا ندمر المحرك دون شك!!!!

هذا دون شك كلام خاطئ 100%.. 
فيوجد من الزيوت التخليقية أنواع بلزوجة عالية (20W-50 و 20W-60) وأغلبها مخصص لسيارات السباق.. كما أنها ليست متاحة في أسواق الشرق الأوسط أصلا.

إذن فما أصل الحكاية ؟؟
أول علبة زيت تخليقي في العالم
أنتجت عام 1972

أصل هذه الأسطورة كان مع بداية ظهور الزيوت التخليقية في بداية سبعينات القرن العشرين... 

في تلك الأيام كانت الزيوت التخليقية مازالت شيئا جديدا ولم يتطور بالقدر الكافي.. وكانت أبرز مساوئ الزيوت التخليقية في تلك الفترة أن المحركات التي استخدمتها بدأت بتسريب الزيت من كل مكان لأن لها تأثير سيء على موانع التسريب... خاصة إذا كانت السيارة قديمة.

من هنا ظهرت الأسطورة التي تقول "إن الزيوت التخليقية لا تناسب السيارات القديمة"... والموضوع هنا اقتصادي بحت.. وليس له علاقة بأداء التزييت نهائيا... فمن السفاهة أن نستخدم زيتا تخليقيا "غاليا" ونظل نعوض النقص فيه وننظف حوض المحرك باستمرار.

كان ذلك منذ ما يقرب من 45 سنة.. أما الآن فقد تطورت الزيوت التخليقية جدا.. ولا يوجد في أغلبها ذلك التأثير السيء.

كما ظهرت في الأسواق العالمية زيوت معروفة باسم "الأميال الطويلة" أو High Mileage.. وهي مخصصة للسيارات القديمة أو التي قطعت مسافات طويلة.. وتمتاز بوجود إضافات خاصة لمعالجة موانع التسريب لتزيد من ليونتها وتستمر في منع تسريب الزيت.


مرة أخرى... لا داعٍ إطلاقا لتغيير نوع الزيت أو لزوجته مع تقدم عمر السيارة أو زيادة الأرقام في عداد الأميال.. وإذا وجدت وضعاً غير صحيح في سيارتك فاعمل على إصلاحه .. بدلا من استخدام مسكنات.

الملخص...

أسلوب استخدامك وصيانتك لسيارتك هما اللذان يحددان حالة محركك... وليست المسافة اللتي قطعتها السيارة.

ومهما كانت حالة محرك سيارتك... فلا يمنعك من استخدام زيت تخليقي في محركك القديم إلا 4 حالات:



الحالة الأولى
أن يستهلك المحرك الزيت بمعدلات كبيرة.. ويصبح استخدامك لزيت تخليقي غالٍ إسراف.. في حين أنه يمكنك استخدام زيت معدني يؤدي الغرض بنصف السعر أو أقل .. إلى أن تعيد تأهيل المحرك.


الحالة الثانية
أن يسرب المحرك الزيت بسبب تهالك موانع التسريب به... وقد تحدث هذه الحالة أحيانا بعدما تستخدم الزيت التخليقي لأول مرة (خاصة إذا كنت تستخدم الزيت المعدني لسنوات طويلة)... لإن بعض أنواع الزيوت التخليقية تظهر تشرخات موانع التسريب القديمة... وحل هذه المشكلة هو تغيير كل موانع التسريب في المحرك...


الحالة الثالثة
ألا تكون لزوجة الزيت التخليقي المتاح في الأسواق من ضمن اللزوجات الموصى بيها في دليل المالك الخاص بالسيارة.




الحالة الرابعة
أن يكون مستوى أداء وجودة الزيت التخليقي أقل من ذلك المستوى المطلوب في دليل المالك أو مخالفاً له.






عدا ذلك.. يمكنك استخدام الزيوت التخليقية في سيارتك مهما كان نوعها...

وفي جميع الحالات.. اختر زيت محركك طبقاً للقواعد الذهبية المذكورة في هذا الرابط.


إذا كان لديكم أي استفسار أو تعليق فنرجو كتابته في التعليقات وسنكون في غاية السرور في الرد عليكم.

...