أهلا بك في بوريوبيشي..

نهدف بمقالاتنا لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن السيارات.. لذلك فنحن نكتب باللغة العربية الفصحى لكي نصل لكل مستخدمي السيارات في العالم العربي.. نحاول أن تكون مقالاتنا موضوعية.. لذا لن تجد في مقالاتنا أي منشورات تسويقية أو أي انحياز لأي جهة كانت عداك .. أنت القارئ. ننصحك بتصفح مقالاتنا بالكامل لمزيد من الاستفادة.. وإذا أعجبك محتواها فنرجو أن تساعدنا في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء.. سواء هنا في هذا الموقع أو على صفحاتنا على منصات التواصل الاجتماعي.

21/11/2021

السيارة الخفيفة أفضل من السيارة الثقيلة... تعرف على أساسيات ثبات السيارات - الجزء السادس




في هذه الحلقة سنتكلم عن واحد من أهم مميزات السيارات الحديثة والمؤثرة في أداءها وثباتها..




الإيرودَيناميكس


إذا لم تتابعنا من البداية .. يمكنك الرجوع إلى المقالات السابقة حول أساسيات ثبات السيارات في الروابط التالية:

فلنبدأ

الإيرودَيناميكس (Aerodynamics) أو ديناميكا الهواء
 هو علم يختص بدراسة حركة الهواء حول الأجسام الثابتة أو المتحركة


بدايات تعرف الإنسان على أهمية استغلال الهواء بدون شك كانت مع استخدام الأشرعة في السفن.. ولكن قل الاهتمام به كثيرا خاصة بعد استخدام المحركات في السفن..






أما حديثاً فقد تطور علم جديد يسمى ديناميكا الهواء بشكل كبير.. حيث ظهرت الحاجة إليه بشدة في الطائرات… وتحديداً لدراسة أفضل شكل للأجنحة يساعد على الطيران .









وبعد ذلك بدأ تطبيقه على السيارات.. خاصة مع ظهور سباقات السيارات والحاجة إلى سيارات سريعة



وحاليا يتم تطبيقه أيضا على المباني العملاقة وناطحات السحاب.
















وكما ترون فإن تطبيقاته عديدة ومتنوعة.. فلا يكاد يخلو تطبيق هندسي يتعرض للرياح والهواء إلا ويمكن تطبيق هذا العلم عليه..

لكن ما يهمنا من كل ذلك الآن هو كيفية الاستفادة منه في السيارات.. 



في السيارات… تدرس الإيروديناميكس موضعين:

الأول: كيفية تقليل مقاومة الهواء لتحسين الأداء وتقليل استهلاك الوقود،
والثاني: كيفية استغلال الهواء في زيادة ثباتها أثناء حركتها (وهذا ما سنتكلم عنه الآن)



أتعرف إلى أي مدىً يؤثر الهواء في ثبات السيارة؟؟؟ 

فكّر..

لو كنت تقود سيارتك في يوم عاصف شديد… هل أحسست بأن السيارة لا تسير في خط السير الذي تريده وتميل للانحراف؟؟؟

لكي نفهم تأثير الهوا على العربية دون تعقيد… جرب أن تخرج كفك من نافذة السيارة أثناء سيرها "بسرعة عالية"... ثم غيّر وضع يدك أثناء السير… 
مثلا.. اجعل يدك مرة في وضع رأسي ومرة بوضع أفقي… ومرة  اجعل جانب يدك يواجه الهواء ومرة أخرى اجعل كامل الكف يواجهه



ستكتشف أن اختلاف وضعية يدك ستجعلها تتحرك في اتجاهات مختلفة لأنها تتأثر بالهواء الذي يقابلها..

أعتقد أن معظمنا جرب مثل ذلك أثناء الطفولة…


ومن هنا اكتشف المصممون تأثير الهواء وبدأوا يفكرون في الاستفادة من الهواء في الحفاظ على ثبات السيارة… خصوصا في السرعات العالية…

فكيف استطاعوا ذلك؟؟؟

كما قلنا من قبل في الحلقة الأولى من هذه السلسلة… فالوزن الخفيف معناه استهلاك أقل للوقود وقدرة أعلى على التحكم في السيارة… 


ولكن على السرعات العالية يدخل الهواء كعامل إضافي .. ومن الممكن أن يكون الهواء سبباً في ضعف ثبات السيارة على الطريق… لإن قدرته على حمل السيارة - الخفيفة في الوزن - أصبحت أكبر

دعونا نفهم أولاً ما الذي يحدث للسيارة أثناء سيرها..












هذه الصور توضح أن الهواء يتحرك حول السيارة بالكامل ومن جميع الجهات..

وكأن السيارة تسبح في الهواء


وفعلياً… فأي جسم يسبح في الهواء (مثل الطائرات أو الطيور) معرض لأربع قوى رئيسية..
  1. قوة الاندفاع (Thrust) وهي القوة الأساسية المحركة في اتجاه الحركة للأمام..
  2. قوة السحب (Drag) وهي القوة المضادة أو المقاومة التي تسحب الجسم للخلف (عكس اتجاه الحركة) نتيجة مروره في الهواء..
  3. قوة الرفع (Lift) وهي القوة التي ترفعه لأعلى (عن طريق الهواء)..
  4. قوة الجاذبية (Gravity) وهي قوة خفض (Downforce) توجهه لأسفل نتيجة وزنه..


في السيارات لا يختلف الموضوع كثيراً.. ألم نقل أن السيارات تسبح في الهواء؟؟




كيف ذلك؟؟

عند تحرك السيارة يمر الهواء تحت السيارة… ويتسبب ذلك بتيارات يمكن لها رفع السيارة عن الأرض.. حيث تتولد من ذلك "قوى رفع"..

ولو ارتفعت السيارة ولو بشكل بسيط فهذا معناه أن قوة التصاق إطارات السيارة بالأرض ستقل، وبالتالي فإن قدرتنا على التحكم في السيارة ستقل بشكل كبير جداً.

أرجو التركيز... نحن الآن نتكلم عن الحلول التي نبحث عنها لزيادة التماسك (Traction)... لأن هناك حلولاً إيروديناميكية أخرى تستخدم للتقليل من قوة السحب (Drag)... وهذه الحلول ليست موضوعنا هنا.

حسناً .. ماذا نفعل لنزيد التماسك؟؟

أمامنا أحد حلّين...

إما أن نقلل الهواء السفلي (المار تحت السيارة)... أو أن نزيد وزن السيارة لكي لا يستطيع الهواء رفعها...


ما هذا الكلام المتناقض؟؟!! نزيد وزن السيارة؟!!!!... ألم تقل من قبل أن زيادة الوزن شيء سيء؟؟!!!!!

صحيح… فالوزن الزائد خطأ… ولكن وفي هذه الحالة فسوف نزيد الوزن حين الحاجة فقط وبشكل غير مباشر.. من خلال
 استغلال الهواء لكي يتسبب هو ذاته في الضغط على السيارة لأسفل عندما تتحرك السيارة بسرعة عالية..

وكيف ذلك؟؟؟

تكمن الفكرة ببساطة
 في توليد فرق في ضغط الهواء.. فالضغط العالي يعني قوة زائدة… والضغط المنخفض يعني قوة أقل كثيرا..


وعند تواجدهما إلى جوار بعضهما .. تتولد قوة دافعة من الضغط الأعلى إلى الضغط الأدنى.. 


فهكذا تتولد الرياح..



ولذلك تعمل كل حلول ثبات السيارات باختصار على توليد قوة خافضة (لأسفل) إما بزيادة الضغط من الجهة العلوية.. أو إنقاص الضغط من الجهة السفلية..

وعادة ما 
تنحصر الحلول الإيروديناميكية في جزئين: تصميم الجسم بشكل يزيد من الثبات.. أو إضافة زوائد مساعدة في حالة لم يكن شكل الجسم كافياً..

فلنتعرف على الحلول باختصار…

أولاً…  زيادة الضغط العلوي

الحلول التصميمية


قد يكون شكل السيارة أحد أسباب زيادة أو تقليل ثباتها على السرعات العالية..

إذا قارننا أشكال السيارات في الماضي بالسيارات  الحديثة، سنجد أن شكل السيارات في الستينات والسبعينات كان سبباً أساسياً في ضعف ثبات معظم السيارات..





فشكل المقدمة في السيارة يساعد على نزول الهواء تحت السيارة مما يعمل على رفعها أثناء الحركة… وكذلك فإن الشكل الصندوقي للسيارة يشكل فراغات هوائية تسبب خلخلة في الضغط أعلى السيارة .. هذا بالإضافة إلى علو السيارة عن الأرض ما يؤدي إلى دخول الهواء تحتها بسهولة.
مثال لإحدى السيارات من السبعينات حيث ساهم التصميم بوضوح في ضعف ثبات السيارات

انتبه مصممو السيارات في الماضي إلى
تأثير الهواء على أداء السيارة وانسيابيتها ولكن تأثيره على الثبات لم يبدأ تطبيقه إلا حديثا.. حيث انتبهوا إلى تأثير شكل السيارة.. وحاولوا تغيير شكل السيارات بحيث تساعد على سهولة اختراق تيارات الهواء بطريقة تزيد من الثبات.

ويمكننا رؤية ذلك بوضوح تام في السيارات الحديثة..
مثال لإحدى السيارات الحديثة.. حيث يساهم التصميم بوضوح في تحسين ثبات السيارة على السرعات العالية بالمقارنة مع الأجيال القديمة من السيارات


تأثير مقدمة السيارة على توجيه تيارات الهواء أثناء سير السيارة
ومن المؤكد أن لذلك أسباب..

فكلما كانت مقدمة السيارة منخفضة كلما ساعد ذلك على اختراق الهواء بطريقة  تجعل معظم الهواء يتوجه لأعلى السيارة… وهذا يعني وزناً أكبر يضغط السيارة لأسفل..

كذلك كلما كان الفرق بين ارتفاع سقف السيارة ومؤخرتها صغيراً كلما ساعد ذلك على انسيابية الهواء فوق السيارة دون خلق مناطق فراغ هوائي… وهذا أيضاً يساعد على زيادة الثبات بشكل عام..




الزوائد على جسم السيارة




في بعض الأحيان قد لا يكون شكل السيارة وحده كافياً لزيادة الثبات بالذات إذا كان مطلوباً منها أداء عالٍ… وفي هذه الحالة نضطر لزيادة بعض الأجزاء التي تساعد على زيادة التماسك أثناء السير.. ومن أهم هذه الأجزاء:

الجناح الخلفي Rear Wing 


الجناح الخلفي مهمته زيادة القوة الخافضة (Downforce) التي تضغط على السيارة لأسفل لكي تقلل من تأثير قوى الرفع التي ذكرناها من قبل. 

باختصار… مهمته عكس أجنحة الطيارات… فبدلا من أن تعمل على الرفع تقوم بالضغط لأسفل عن طريق توجيه الهواء…


وعلى العكس من أجنحة الطائرات.. فشكل الجناح الخلفي للسيارة يعمل على تجميع الهواء أعلاه كما يسبب تباعد الهواء أسفله.. 

أي أن الضغط يزيد في أعلاه ويقل أسفله.. ما يعمل على توليد قوة خافضة Downforce... وهي بذلك تضع وزناً إضافياً يزيد بزيادة سرعة السيارة.


مقارنة تبين الفرق بين جناح الطائرة والجناح الخلفي في السيارات

ومن المهم جداً أن نفرق بين الجناح الخلفي الذي يزيد من ثبات السيارة وبين مفسد السحب (السبويلر) الذي يقلل من قوى السحب.
فالجناح الخلفي يجب أن يكون مرتفعاً عن جسم السيارة لكي تتشكل قوى الخفض التي شرحناها سابقاً.

الجناح الخلفي في اليمين يزيد من الثبات ، أما الجناح إلى اليسار فهو السبويلر الذي يقلل من قوى السحب


الأجنحة الأمامية Front wings



وهي زوائد أمامية تعمل بنفس فكرة الجناح الخلفي.. 
وربما رأيناها بشكل واضح في سيارات السباق..






إلا أن بعضا منها يمكن تركيبه بشكل أبسط في السيارات العادية على شكل جنيحات جانبية على الصادم الأمامي..







هكذا نستطيع زيادة الوزن عند الحاجة باستخدام الأجنحة.




ثانيًا… تقليل ضغط الهواء أسفل السيارة

حلول جسم السيارة


أحد أبسط الحلول لتقليل الهواء أسفل السيارة هي خفض ارتفاع السيارة عن الأرض… 

فبالإضافة إلى أن هذا الفعل يزيد من الثبات نظرا لخفض مركز الثقل.. فإنه يقلل أيضا من الهواء تحت السيارة..



وقد يكون هذا التصرف غير عملي.. فلذلك نرى أن معظم تطبيقاته في السيارات السوبر رياضية أو في سيارات السباق..




في جميع الأحوال… لن نستطيع أن نمنع الهواء من الدخول تحت السيارة… وكل هذه الحلول هدفها تقليل التأثير السيء لوجود الهواء تحت السيارة… 

وإذا أمكن فلنحوله لمصلحتنا…

أحد الابتكارات المهمة في هذا الشأن كان من أفكار "كولِن تشابمان" مؤسس شركة "لوتس" .. وسماه "التأثير الأرضي Ground Effect".. 

وسوف تعرف السيارات العاملة بهذا المبدأ ببساطة عندما تلاحظ أن أسفل السيارة به نفقين طويلين في الجزء الخلفي في أغلب الأحوال..


وفكرته ببساطة هي إيجاد منطقة ضغط منخفض تحت السيارة اعتمادا على "مبدأ فنتوري"... ما يعطي تأثيراً شبيهاً بالمكنسة الكهربائية..

تقوم الفكرة على خنق تيارات الهواء بإجبارها على المرور في ممرات ضيقة  ثم يعقبها ممرات واسعة .. ما يجبر الهواء على المرور منها بسرعة مما يقلل من الضغط بشدة..


ولكن لكي تعمل هذه الفكرة بكفاءة يشترط أن تكون أرضية السيارة مسطحة تماما

كما تحتاج أيضا أن تكون الممرات السفلى طويلة بعض الشيء لتسمح بتكوين الضغط المنخفض...


ومؤخرا.. ظهر توجه تصميمي لمحاولة تحويل الهواء أسفل السيارة إلى أعلاها..

فصممت بعض السيارات الرياضية بحيث يمكن تحويل مسار الهواء أسفل السيارة إلى الأعلى من خلال فتحات في مقدمتها… 

وبهذا نكون قد قللنا من أثر الهواء أسفل السيارة.. وحولناه في نفس الوقت إلى أعلاها للاستفادة به لتوليد قوى خافضة..


أيضا.. ظهرت أفكار أخرى قد تبدو غريبة بعض الشيء.. فقد وصل الأمر لدرجة تركيب مراوح لشفط الهواء أسفل السيارة !!!



يمكننا أيضا تركيب أجزاء إضافية على جسم السيارة لتقلل من دخول الهواء تحت السيارة..

الإضافات على جسم السيارة


تعرف هذه الأجزاء بما يسمى Body Kit أو "'طقم جسم السيارة"

فلنتعرف على بعض مكوناتها..

سدود الهواء Air Dam



تقلل سدود الهواء بشكل كبير من دخول الهواء تحت السيارة.. مما يقلل من رفع السيارة أثناء الحركة.


ومن الواضح أنها تشكل حلا غير عملي للسيارات العادية.. لذا يفضل استخدامه على سيارات السباق في الحلبات المقفلة..





التنانير الجانبية Side Skirts




تركب التنانير الجانبية لمنع دخول الهواء من جوانب السيارة.. خاصة إذا كانت سدود الهواء مركبة في الواجهة الأمامية.. وإلا فلن يكون لها التأثير المطلوب..

كذلك تفيد التنانير الجانبية في تفعيل التأثير الأرضي الذي تم ذكره منذ قليل..

الفاصل الأمامي Front Splitter


يركب الفاصل الأمامي لفصل الهواء وتوجيهه إلى أعلى وأسفل السيارة..

ربما يكون له أحيانا فوائد تشبه الجناح الأمامي المذكور سابقا..
إلا أنه يعمل أيضا على توجيه الهواء أسفل السيارة

ولذلك فلن تظهر فائدته الكبرى إلا مع تركيب الزعانف الخلفية...

الزعانف الخلفية Diffusers


يتمثل الدور الرئيسي للزعانف الخلفية في سيارة السباق الحديثة في تسريع تدفق الهواء أسفل السيارة .. عن طريق إنشاء منطقة ذات ضغط منخفض… وبالتالي زيادة القوة الضاغطة..




ومع أن الزعانف الخلفية جزء أساسي من فكرة "التأثير الأرضي" التي شرحناها من قبل.. إلا أنها تحتاج أن تكون السيارة نفسها مصممة لاحتواء هذه الزعانف في أرضية السيارة








إلا أن تلك الزعانف يمكن أن تركب في السيارات غير المصممة لذلك.. ولكنها قد تحتاج لشيء من التعديل.. وربما قد نلجأ عند تركيبها للبروز عن السيارة.. إذا كان ذلك ضروريا.




والملاحظ هنا أن بعض صانعي السيارات العادية قد يضيف للسيارة بعض الزعانف الخلفية  الصغيرة مركبةً على الصدام الخلفي.. 
وفي الحقيقة فهي لا تضيف شيئا لثبات السيارة عدا الشكل الرياضي.. فلكي تعمل الزعانف فعلا على ثبات السيارة.. يجب أن تتصل بأنفاق طويلة نسبيا لكي تعمل فكرة التأثير الأرضي.


أخيرا...

كل هذه الحلول لها تأثير كبير جدا على الثبات في السرعات العالية.. لدرجة أن تأثيرها يمكن أن يكون أكبر من تأثير وزن السيارة نفسها.


وهكذا استطعنا التغلب على التأثير السيء لخفة الوزن...

ويكون من المؤكد أن… السيارة الخفيفة أفضل..

يتبقى لنا آخر حلقة في تلك السلسة... عن صلابة الهيكل وتأثيره على ثباتها..

تابعونا.

16/10/2021

الزيوت المعدنية أم الزيوت التخليقية.. أيهما أفضل؟؟؟

هل تعرف ما هي الزيوت التخليقية؟؟

قد يكون هذا المصطلح جديدا عليك.. خاصة إذا كنت جديدا على عالم السيارات...

ولكن .. نعم.. فزيوت المحركات ليست متماثلة.. وهناك الكثير من الاختلافات.. بعضها شكلي والآخر جوهري.. 


وأحد أهم الاختلافات في زيوت المحركات ما يعرف بـ"زيت الأساس" أو نوع الزيت..

فبالنسبة لأنواع الزيوت... فهناك نوعان أساسيات من الزيوت 

زيت معدني... وزيت تخليقي ..


فما الفرق بينهما؟؟؟؟


الزيت المعدني Mineral Oil

هو زيت مصدره النفط المستخرج من باطن الأرض .. وسمي "معدنياً" لأن مصدره "التعدين".. أي الحفر والتنقيب لاستخراج مادة معينة من باطن الأرض. 

ويمر الزيت بعدة مراحل صناعية حيث يكرر النفط بعد استخراجه لاستخلاص الزيت ومن ثم يُنقّى وتوضع "إضافات" عليه لتحسن من خواصه.

الزيوت المعدنية مستخدمة في السيارات منذ مئة عام تقريباً .. ويمكنك أن تجدها في صورة زيوت أحادية اللزوجة أو متعددة الدرجات.. كما أنها عادة ما تكون ذات لزوجات عالية بعض الشيء (مثل 15W-40  أو 20W-50).

يمكنك التعرف أكثر على لزوجة زيوت المحركات في هذا المقال.

ويُعرف عن الزيوت المعدنية احتواؤها على نسبة عالية من الشمع ومركبات الكبريت والشوائب.. إلا أن التطور الحاصل في أساليب تصنيع الزيوت خلال العقود القليلة الماضية أدى إلى وجود أنواع من الزيوت المعدنية تحتوي على نسب قليلة من الشمع ومركبات الكبريت والشوائب.. ما جعل أداءها أفضل في المحرك وقلل من تآكله بشكل كبير بالمقارنة مع الزيوت المعدنية قديماً.

في العادة تتراوح أسعار الزيوت المعدنية ما بين 2 إلى 5 دولارات لللتر الواحد وذلك حسب مستوى جودتها والعلامة التجارية عليها.

توصي أغلب شركات السيارات بتغيير الزيوت المعدنية عند قطع السيارة مسافة 10 آلاف كيلومتر في الحالات القيادة المثالية أو 5 آلاف كيلومتر في حالات الاستخدام الشاق.. كما تتراوح مدة الخدمة بين 3 إلى 6 أشهر على الأكثر اعتماداً على مستوى جودة الزيت.

يمكنك أيضاً معرفة المزيد عن مواعيد تغيير زيت المحرك في هذا المقال.


الزيت التخليقي Synthetic Oil

هو زيت تكوينه الكيماوي معدل في المختبر.. وهو ناتج من تحول مواد أخرى لها خواص مختلفة عن هذا الزيت الجديد..

هل سمعت عن السمن النباتي؟؟؟ لقد تم إنتاجه بنفس الفكرة.. فهو زيت نباتي معدل صناعياً لتحويله إلى سمن...


تمتاز الزيوت التخليقية بانتظام جزيئاتها بالمقارنة مع الزيوت المعدنية.. ما يعمل على تقليل الاحتكاك.. ويضمن كفاءة طبقة التزييت وتحملها للضغوط بشكل أفضل.. حتى مع استخدام لزوجات أخف.. 

ولأنها زيوت مخلقة في المختبر ويمكن التحكم في مكوناتها.. فهي زيوت نقية وتكاد أن تكون خالية من الشوائب... إن لم تكن خالية تماما منها...

كذلك يمكن أن توجد الزيوت التخليقية بجميع درجات اللزوجة.. ابتداء من درجة 0W-12 وحتى 20W-70.

ولكن غالبا ما تتراوح لزوجة الزيوت التخليقية في الأسواق بين 0W-20 وحتى 5W-40.. وإن كانت هناك لزوجات أخرى أيضا كما ذكرنا..

يصنف الزيت التخليقي إلى نوعين أساسيين: 

زيوت بتكنولوجيا تخليقية 

وهي زيوت معدنية تمت معالجتها كيميائيا لتتحول إلى زيوت تخليقية. 

زيوت تخليقية تماماً 


وهي زيوت مصنعة من مواد غير زيتية وتم تحويلها إلى زيت.. حتى أن ألوان بعضها ليست كالزيوت المعتادة التي نعرفها..

وسنشرح ذلك بشيء من التفصيل في مقالات لاحقة. 



يُعرف عن الزيوت التخليقية عموما بأنها طويلة العمر.. فغالبا ما تخدم في المحركات مسافة 10 آلاف كيلومتر على الأقل.. حتى أن بعض شركات الزيوت تدعي أن بعض زيوتها المتفوقة تستطيع الخدمة لمسافة تصل إلى 40 ألف كيلومتر (في الحالات المثالية).. كما أن مدة خدمتها في المحركات تتراوح بين 6 أشهر إلى 12 شهراً في أغلب الأحوال.. وقد تصل إلى سنتين في بعض الاستخدامات الخاصة.

أغلب أسعار الزيوت التخليقية بالكامل تتراوح بين 8 دولارات و12 دولاراً لللتر الواحد .. وقد تصل في بعض الأنواع المتفوقة إلى 20 دولاراً لللتر.

ويمكن تلخيص مميزات وعيوب الزيوت التخليقية فيما يلي:

مميزات الزيوت التخليقية: 

بالمقارنة مع الزيوت المعدنية المعتادة.. تتميز الزيوت التخليقية بثلاث ميزات أساسية:


أولا.. قدرةٌ عالية على الانسياب ومقاومة الاحتكاك..

وذلك بسبب انتظام جزيئاته..

  • فيستطيع الوصول إلى كافة أجزاء المحرك بسرعة خاصة في بداية التشغيل .. وهي أخطر فترات تشغيل المحرك .. مما يزيد من عمر المحرك بشكل واضح.
  • ويسهل حركة أجزاء المحرك بشكل أفضل من الزيوت المعدنية.. ما يقلل بشكل عام من استهلاك الوقود


ثانيا.. ثباتٌ كيميائي وفيزيائي عالٍ.. 

خاصة في درجات الحرارة المتطرفة (شديدة الحرارة وشديدة البرودة)

  • ما يجعله مضاداً للتأكسد والتحلل الحراري .. مما يحسن من أداء التزييت..   
  • وكذلك يزيد من العمر التشغيلي للزيت في المحرك.. وبذلك يقلل من من الحاجة إلى تغييره.. ما يساعد على التوفير في الأموال وحماية البيئة.


ثالثاً.. خلوٌّ من الشوائب والمواد الضارة..

فتكوينه تمت السيطرة عليه بالكامل أثناء التصنيع..

  • ما يحافظ على قلب المحرك نظيفاً ويقلل من تكون الرواسب بشكل واضح بالمقارنة مع الزيوت المعدنية.
  • وبالتالي يحافظ على أداء المحرك ثابتاً طوال فترة خدمته ويقلل من حاجته للصيانة.


 في عام 1994 .. كان هناك إعلان لزيوت موبيل 1 .. أسموه "ينبوع الشباب" Fountain of Youth.. وفي هذا الإعلان  كانوا يقولون أن استخدام زيت موبل 1 يحافظ على المحرك كالجديد .. حتى وإن سارت السيارة 200 ألف ميل (320 ألف كيلومتر) وفي ظروف قاسية. 



عيوب الزيوت التخليقية

أسعار الزيوت التخليقية غالية.. 

  • غالبا ما تباع بضعف أسعار الزيوت المعدنية وربما تصل إلى 3 أو 4 أضعاف في الزيوت التخليقية المتخصصة.. ما يجعل اتخاذ قرار التحول إليها صعبا على بعض الناس.

لا يمكن استخدامها إلا في المحركات التي تعمل بالبنزين الخالي من الرصاص.. 

  • ومع أن الرصاص كان مستخدما في الماضي لرفع درجة أوكتان البنزين.. فلا نعرف حاليا أي بلد يستخدمه حتى الآن.

غير مفضل في المواتير الرحوية أو الدوارة Rotary Engines.. 

  • وهذه المحركات نادرة جدا غير موجودة إلا في بعض سيارات مازدا (سلسلة سيارات RX الرياضية).. كما أن مازدا أوقفت مؤخرا إنتاج هذه المحركات.

إذا كان المحرك يعمل طوال اليوم دون انقطاع (مثل سيارات الأجرة أو المولدات)

  • لن تكون هناك ميزة حقيقة في حماية المحرك عند بداية التشغيل.. وهي إحدى أهم ميزات الزيت التخليقي الأساسية.



ومن هنا يتضح أن عيوب الزيوت التخليقية لن يتأثر بها إلا نسبة قليلة جداً من مستخدمي السيارات.. وفعليا فهي تكاد لا تذكر بالمقارنة مع مميزاتها ..




والآن فلنأت للمفيد.. 


كيف تعرف أن الزيت الذي أمامك تخليقي؟


ببساطة.. انظر إلى علبة الزيت.. إذا وجدت على واجهتها الأمامية كلمة Synthetic أو  Synthesis .. فهذا يعني أنها تحتوي زيتاً تخليقيا.



ولكن انتبه.. ليست كل الزيوت التخليقية متشابهة..


فمنتجات الزيوت التخليقية يمكن أن توجد في الأسواق بعدة صور.. حسب نسبة الزيت التخليقي في المنتج..

1- زيوت تخليقية بالكامل

وهذا يعني أنها مكونة 100% من زيوت تخليقية.. سواء كانت تخليقية تماما أو بتكنولوجيا تخليقية.


2- زيوت تخليقية جزئياً

وهي خليط من زيوت معدنية وزيوت تخليقية .. وحتى هذا الخليط قد يسمى بأسماء مختلفة باختلاف نسبة الزيت التخليقي..فمثلا:

الزيوت نصف التخليقية Semi-Synthetic.. تتراوح نسبة الزيت التخليقي فيها حول 30% تقريباً.

الزيوت جزء تخليقية Part-Synthetic (تسمى أحياناً بـ خليط تخليقي Synthetic Blend).. وتكون نسبة الزيوت التخليقية فيها أقل بشكل واضح.. وعادة ما تكون في حدود 10% من إجمالي مكونات الزيت. 


الفروق بين منتجات الزيوت في الأسواق (المصدر: موقع ليكوي مولي)

والآن... ماذا نفعل؟؟ فالموضوع يبدو أنه أعقد مما تصورنا!

الزيت التخليقي أفضل لسيارتك دون شك.. فهو يحافظ على محرك سيارتك بحالته كالجديد لفترة طويلة..
كما أنه موفر للأموال على المدى البعيد.. سواء من ناحية غيارات الزيت.. أو من ناحية صيانة محرك سيارتك..


ولكن..  

متى يصبح استخدام الزيت التخليقي غير مُجدٍ؟؟


هناك حالتان:

أولهما: أن يكون الزيت التخليقي المتاح في الأسواق غير متناسب مع مواصفة الزيت المطلوبة في دليل المالك لسيارتك.. هذا باعتبار أنك قد وجدت الزيت المناسب ضمن الزيوت المعدنية..

وهذه الحالة ربما أصبحت غير موجودة حاليا.. فأكثر التنوع في المواصفات موجود في الزيوت التخليقية.. نظرا لأن المواصفات نفسها أصبحت تطلب خصائص غير موجودة حاليا في الزيوت المعدنية.

يمكنك التعرف على كيفية اختيار زيت المحرك حسب المواصفات من هذا المقال


والحالة الثانية.. 

هي أن يكون هناك تسريب للزيت في محركك .. أو أن معدل استهلاك الزيت فيه عالٍ بشكل تضطر لتعويضه كل شهر مثلا..

حينها يكون من السفاهة استخدام الزيت التخليقي الغالي .. وربما كانت هذا هو السبب الرئيسي الذي حذا بعض العاملين بالسيارات لادعاء أن الزيوت التخليقية غير مناسبة للسيارات القديمة ..تعرف أكثر عن انتشار هذه الخرافة من هذا المقال..


والآن .. هل تعرف إذا كنت تستخدم زيتا تخليقيا في سيارتك أم لا؟

__________

23/03/2021

سوائل ناقل الحركة الأوتوماتيكية.. كيف تختارها؟


أصبح امتلاك سيارة أوتوماتيكية شيئا شائعا لدى مالكي السيارات.. وأحد أهم الصيانات المتعلقة بها هي تغيير زيت ناقل الحركة الآلي (الأوتوماتيكي)..

ولكن يحتار الكثير منا عن كيفية اختيار الزيت المناسب!!! 

أولا يجب أن تعرف يا عزيزي أن الزيوت تختلف باختلاف المواصفات المطلوبة من صانع سيارتك..

لذا فالقاعدة الأولى التي لا خلاف عليها أن الزيت المناسب تعرفه من دليل المالك الخاص بسيارتك.. 
 ولكن.. عند شرائك للزيت الجديد يجب عليك ألا تشتري أي زيت يدعي أنه مطابق لمواصفة زيت سيارتك لمجرد أن العلبة مكتوب عليها تلك المواصفة!! 

اشترِ فقط الزيت الأصلي أو زيت الـOEM..

ماذا تقصد بزيت الـOEM؟؟ 

قبل أن أجيبك.. يجب أولا أن تعرف أن سائل ناقل الحركة يختلف عن زيت المحرك.. فمواصفات زيوت المحرك غالبا ما تضع حدوداً عليا لوجود الشوائب أو محتوى بعض المواد مثل الكبريت مثلا.. فأي قيمة لها أدناها تعتبر الزيت محققاً للمواصفة...

لذلك فعند مقارنة مواصفات زيت المحرك المكتوبة في دليل المالك مع تلك المكتوبة على علبة الزيت.. فمن الممكن أن تكون هناك عدة مواصفات أخرى تزيد عن مواصفات الدليل.. وفي هذه الحالة لا توجد مشكلة في شراء الزيت.. فهو محقق لما هو مطلوب وأكثر.. 

ولكن زيت ناقل الحركة يختلف... 

مواصفات زيت ناقل الحركة تركز على اللزوجة ومعامل الاحتكاك.. كما أن الإضافات مختلفة... 

فإذا زادت اللزوجة سيتأخر نقل النسب (السرعات)... أما إذا قلت فمن الممكن أن يتم النقل أسرع مما يجب.... كما أنه إذا زاد معامل الاحتكاك ستكون النقلات خشنة... وستحدث انزلاقات (تفويت) إذا قل معامل الاحتكاك..



إذن.. يجب أن تكون تلك القيم محددة بين حد أدنى وحد أعلى... 

وفعليا.. فإن ناقل الحركة يُصمم ليستخدم زيتاً محدداً بمواصفات محسوبة بدقة... فأي تغيير في الزيت معناه تغيير في الأداء.. غالبا للأسوأ...






إذن فَلِكي تضمن الأداء الصحيح في أي زيت ناقل حركة آلي يجب عليك شراء الزيت "الأصلي".. أو زيت "مصنوع بمواصفات" الزيت الأصلي... أي مثل الزيت الأصلي تماماً .

الزيت الأصلي عبارة عن زيت صنعته إحدى الشركات الموردة لصانع السيارات.. وهو مصنوع بمواصفات الصانع ويباع وعليه اسم صانع السيارات كقطع غيار أصلية من خلاله أو من خلال موزعيه.




زيوت الـO.E.M (وهي اختصار لعبارة Original Equipment Manufacturer) .. معناها أن صانع هذا الزيت هو أحد موردي قطع الغيار الأصلية لشركة السيارات.. وأن هذا الزيت له نفس خصائص ومواصفات الزيت الأصلي.. ولكنه يبيع الزيت باسمه وليس باسم صانع السيارة..

أي يمكننا أن نعتبره أصليا.. ولكنه لا يحمل علامة صانع السيارة.





ماذا عن بقية الزيوت المباعة في السوق؟؟

تجنبها قدر الإمكان...


هذه الزيوت ظهرت عندما لاحظت شركات الزيوت (غير الموردة للسيارات) أن أغلب المواصفات الفنية لزيوت ناقل الحركة متقاربة.. وأن الاختلاف في الأداء فيما بينها قد لا يكون ملحوظاً في بعض الأحيان.. أو هكذا تظن!!

الصورة تبين الفروق بين لزوجة زيوت ناقل الحركة في حرارة الجو (بارد) وحرارة التشغيل (ساخن)
وهنا تظهر أن بعض المواصفات قريبة من بعضها ، ولكن الزيوت ليست مجرد لزوجة!

وبدلاً من إنتاج منتجات متعددة تتسبب في مشاكل إنتاجية وتسويقية كبيرة لها.. حيث ستضطر لتوفير أماكن تخزين كثيرة وتضطر لتوريد مجموعة منتجات مختلفة تختلف في تنوعها وأحجامها حسب انتشار أنواع معينة من السيارات في تلك البلدان – وهي عملية صعبة جدا جدا – فالأسهل هو إنتاج منتجين أو ثلاثة لتغطية ٩٠٪ من المواصفات المتخصصة..


ومن هنا ظهرت زيوت "قريبة" في المواصفات من عدة مواصفات لزيوت ناقل حركة.. وهي في الحقيقة زيوت "تشبه" الزيت المطلوب بنسبة عالية (ربما ما يقرب من٩٠٪).. لكنها ليست كالزيت الأصلي.. 
هذه الزيوت معروفة باسم الزيوت "المتوافقة" مع عدة مواصفات (Multi-spec).. أو مع عدة سيارات (Multi-vehicle).. وأحيانا تسمى زيوتا جامعة أو شاملة (Universal).


إذن.. فهذه الزيوت تسهل الأمر على صانع الزيت.. والوكيل.. وبائع الزيت.. و.. و.. و.. ومالك السيارة الذي لا يعلم..

ولكنه يصعب الأمور على السيارة!!

فالمشكلة أن ناقل الحركة الآلي حساس جدا للتغييرات في اللزوجة ومعاملات الاحتكاك.

قد تعمل تلك الزيوت في السيارة.. ولكنها لا يمكن تكون بنفس سلاسة أداء وكفاءة الزيت الأصلي.. وقد تتسبب في مشاكل في ناقل الحركة.


خلاصة الكلام...

لا ننصح باستخدام الزيوت المتوافقة!!


فمادام الزيت الأصلي أو الـOEM موجودا في الأسواق فلا حاجة لاستخدام زيت "متوافق".. 

ونلجأ للزيوت المتوافقة فقط إذا بحثنا جدياً عن الزيت الأصلي أو الـOEM ولم نستطع الحصول عليه.. والأمر لله.

...