أهلا بك في بوريوبيشي..

نهدف بمقالاتنا لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن السيارات.. لذلك فنحن نكتب باللغة العربية الفصحى لكي نصل لكل مستخدمي السيارات في العالم العربي.. نحاول أن تكون مقالاتنا موضوعية.. لذا لن تجد في مقالاتنا أي منشورات تسويقية أو أي انحياز لأي جهة كانت عداك .. أنت القارئ. ننصحك بتصفح مقالاتنا بالكامل لمزيد من الاستفادة.. وإذا أعجبك محتواها فنرجو أن تساعدنا في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء.. سواء هنا في هذا الموقع أو على صفحاتنا على منصات التواصل الاجتماعي.

20/04/2024

كيف تؤثر الأحوال الجوية على أداء محرك سيارتك؟

هل أحسست يوما أن سيارتك تسير أفضل بالليل عنها بالنهار؟

هل أحسست بأن استجابة سيارتك في الصيف أسوأ منها في الشتاء؟

هل أحسست بتحسن استجابة سيارتك أثناء نزول المطر أو بعده مباشرة؟؟

هل تأخرت استجابة سيارتك عندما ذهبت لأحد المصايف على شاطئ البحر؟

هل أحسست أن سيارتك قد تتأخر استجابتها عند السير على الطرق الجبلية والمرتفعة عن سطح البحر؟



سنجيب على كل هذه الأسئلة في مقالنا هذا...

والإجابة المختصرة هي أن كل ذلك له علاقة بالأحوال الجوية.. وخاصة الحرارة والرطوبة.. 


دعنا نفهم أكثر...


بداية من المهم أن نعرف أن المحرك يعمل نتيجة احتراق الوقود بداخله، ولكي يتم الاحتراق فيجب أن يختلط الوقود بالأكسجين في وجود حرارة ، وكل ذلك يجب أن يتوفر بالقدر الكافي.

وفي أحواله المثالية ينتج الاحتراق غاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى الماء.


كذلك، فكفاءة الاحتراق تعتمد على نسبة هذا الخليط .. وكلما زادت كفاءة الاحتراق كلما تولدت طاقة أكبر.

فإذا زادت نسبة الأكسجين أكثر من اللازم ستقل الطاقة المنتجة لنقص الوقود..

أما إذا زادت نسبة الوقود أكثر من اللازم فتقل الطاقة أيضا لضعف الاحتراق.. وغالبا ما تنتج نواتج أخرى مثل غاز أول أكسيد الكربون السام وبما ينتج الكربون النقي أيضا فيما يعرف بالسخام.

إذن فأي تغيير في نسبة هذا الخليط سيؤدي إلى خلل في الاحتراق وبالتالي ضعف الطاقة الناتجة..

من المهم أيضا أن نعرف أن كمية المواد في التفاعلات الكيميائية (الاحتراق تفاعل كيميائي) تحدد من خلال كتلتها (أو وزنها)..

 

إذن فما علاقة ذلك بالأحوال الجوية؟

كلنا يعلم أن الهواء مكون من مجموعة من الغازات، بالإضافة إلى نسبة من بخار الماء تعرف باسم الرطوبة.. وطبيعة الغازات أن حجمها يتغير تبعا لدرجة حرارتها.. شأنها شأن معظم المواد في الطبيعة..


إلا أن التأثر في الغازات كبير وواضح.. فالغازات تتمدد  بشكل كبير عند ارتفاع حرارتها.. وتنكمش بشكل واضح عند انخفاضها..

لذلك يكون الهواء الساخن أخف من الهواء البارد.. ففيه كمية أقل من الغازات نظرا لتمددها..

ومن هنا يمكننا أن نفهم أن الهواء الساخن يحتوي على كمية أقل من الأكسجين.. وكما علمنا فالأكسجين هو العامل المتمم لعملية الاحتراق.. ونقصه يؤثر على جودة الاحتراق..



في الماضي .. عندما كانت السيارات تواجه مشكلة نقص الأكسجين.. لم يكن بالإمكان السيطرة على الخليط أو تعديله لتحسين الاحتراق.. فغالبا ما كان العادم محتويا على نسبة أكبر من أول أكسيد الكربون.. وربما الكربون النقي.. بحيث يظهر الدخان الأسود من فتحات العادم..

أما حديثا...فأصبحت كل السيارات محتوية على حاسوب مهمته ضبط العمليات بالسيارة وتحسين كفاءتها... ومن ضمن هذه العمليات وأهمها بالطبع عمليات احتراق الوقود في المحرك..

ويقوم حاسوب السيارة باستمرار بضبط كمية الوقود الداخلة إلى الأُسطوانات آخذا في الاعتبار عدة عوامل أخرى منها كمية الأكسجين في الهواء وسرعة دوران المحرك ودعسة الوقود .. بالإضافة إلى وضعية القيادة المختارة (اقتصادية - رياضية)..

وعند ارتفاع حرارة الهواء يقل الأكسجين وبالتالي يقلل الحاسوب كمية الوقود ليضمن أفضل احتراق ممكن ..

يشعر بهذا التأثير سكان المناطق الحارة في الجزيرة العربية وجنوب العراق وجنوب مصر بدون شك.. فيجدون استجابة أضعف من السيارة .. وقد يحسون بدواسة الوقود وكأن لها ملمسا إسفنجيًا أو كأنها مركبة على ياي... فتأتي استجابة السيارة متأخرة بعض الشيء.. وقد لا تأتي أصلا..


يزيد الأمر سوءًا عند زيادة الرطوبة في الجو...


نعم.. الرطوبة لها تأثير سيء على الاحتراق.. فالرطوبة عبارة عن بخار ماء.. والماء عامل مثبط للاحتراق... 

ألا نطفئ النار بالماء؟؟؟


من الناحية العلمية.. يحل بخار الماء محل الأكسجين في الهواء.. وكلما ارتفعت درجة الحرارة ارتفعت قابلية الهواء على حمل بخار الماء..

أما من الناحية العملية.. فازدياد الرطوبة في الجو يقلل أيضا من جودة الاحتراق وربما يقلل من قابليته أصلا.. وبالتالي تنخفض الطاقة الخارجة من المحرك.

يشعر بهذا من يعيشون في المناطق الساحلية الحارة... مثل مناطق البحر الأحمر والخليج العربي.. وكذلك مناطق جنوب شرق آسيا (ماليزيا وإندونيسيا).. حيث ترتفع الرطوبة بشكل لافت بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة.


وعلى العكس من ذلك.. فمن الملاحظ أن نسبة الرطوبة تنخفض بشكل واضح أثناء هطول الأمطار وربما بعدها مباشرة... لذا قد تلاحظ أن استجابة سيارتك قد تحسنت أثناء نزول المطر...ويزيد من هذا الإحساس أيضا انخفاض درجة الحرارة عموما وبالتالي ازدياد نسبة الأكسجين في الجو..


 إلا أن هذا الإحساس ما يلبث أن يزول بعد قليل نظرا لتبخر ماء المطر في الجو مرة أخرى.. خاصة في المناطق التي تتلقى الأمطار في فصل الصيف...


هل تعيش في أحد المناطق الجبلية أو المرتفعة عن سطح البحر؟؟؟

أنت أيضا تعاني من بعض الفقد في طاقة محركك..

فعلى الرغم من أن المناطق المرتفعة تتمتع بأجواء أكثر برودة... إلا أن الهواء هناك لا يحتوي الكثير من .. الهواء!!!

فكلما ارتفعنا عن سطح البحر كلما قلت كثافة الهواء نظرا لانخفاض الضغط الجوي... ويشكل هذا تحديا للسيارات.. ربما أشد حدة من ارتفاع درجة الحرارة.. وقد يصل الوضع إلى توقف المحرك عن العمل على الارتفاعات الشاهقة.


يشعر بذلك دون شك في مناطقنا العربية سكان المناطق الجبلية في المملكة العربية السعودية واليمن والمغرب والجزائر.. وربما أيضا سكان الأردن حيث أن أغلب مناطقها على هضاب عالية..


وعلى الرغم من أن هذه الأحوال لا يمكن تغييرها أو السيطرة عليها .. إلا أنه يمكن التخفيف من حدتها..

كيف ذلك؟؟

حافظ دائما على مسارات الهواء المغذية للمحرك في أفضل حالة من النظافة والصيانة... فهذه المسارات كأنوفنا تماما... هل تستطيع التنفس بارتياح إذا كانت أنفك مزكومة؟؟

قم بالتالي:

  • حافظ على نظافة مرشح (فلتر) الهواء .. واستبدله في فترات صيانته الدوية.. وإذا كنت تقيم في منطقة بها الكثير من الغبار فاستبدله على فترات أقصر..

  • حافظ على نظافة صمامات السحب (Intake Valves) باستخدام سوائل تنظيف دورة الوقود بشكل دوري.. إلا إذا كان محرك سيارتك من نوع  GDi.. فربما سيحتاج ذلك لزيارة الميكانيكي.



  • نظف بوابة الخانق (Throttle Valve) بشكل دوري لتضمن سلاسة عملها.. فهي المسؤول الأول عن دخول الهواء للمحرك.

  • نظف مشعب السحب (Intake Manifold) من الداخل على فترات دورية.. فوجود الترسبات في ممرات المشعب يعرقل وصول الهواء للمحرك... وقد يحتاج الأمر إلى زيارة للميكانيكي إذا كان هذا الجزء مرتبطا بأجزاء أخرى في المحرك مثل البخاخات أو أسلاك التوصيل الأخرى.


والآن... إذا أحسست بأن أداء سيارتك قد يختلف يوميا.. فتأكد من أحوال الطقس أولا قبل أن تذهب إلى الميكانيكي.


...